الأحد، 17 مايو 2020

جائحة كورونا COVID-19


مقابض الأبواب




لازلت أذكر الإعلانات التجارية و الحملات الإعلانية الضخمة ، كانت في الشوارع و في الأزقة و  بين الجرائد الممزقة ، الحل الأمثل للهرب .. فقد انخفضت أجور أصحاب التنمية البشرية وقد فقدوا بريقهم ، فكانت مقابض الأبواب تُباع أكثر مِمّا يُباع من طرق التصالح مع الذات و آليات المرور من خلال الشعور لا الالتفاف من ورائه لدى ألسنة أصحاب التنمية.. كلٌ يريد مقبضاً جديداّ. لفرصة أكبر للخارج! ووجدنا خلاصنا في الخارج. كلما يطرأ أمرٌ أمسك مقبض الباب .. كان في ملمسهِ أمرٌ مُطمْئِن. كلما تمر فكرة أمام غرفتي أربط حذائي و أستعد ، خلفَ البابِ من الداخل مدينة من الأفكار و المشاعر التي لم نَخُضها. التعداد السكاني لمنطقة ماوراء الباب قد تجاوز المحتمل، فخلف الباب الكثير مما حدث في  البارحة ، وقبل شهر ، و قبل عام.. ربما مذُّ كنت أرتشف حليب المراعي و أحدق في الشاشة فيأتي الإعلان ، لم نكن ننظر لفعالية الأمر حقاً .. كل ما في الأمر أننا نفتح الباب فنظن أن ينتهي كل شيء. كالمخدر التي تحقنه الممرضة ، لكننا هذه المرة نفعلها بأنفسنا. ياليتنا ارتعبنا من هذه الحقنة كما ارتعبنا من غيرها سابقاً ، فنحن !لا نقرأ حتى طريقة استخدامها. يهمنا مفعولها المؤقت فقط، حتى تحول المؤقت .. للأبد

  حين دخولك للمنزل تجتمع حولك الكائنات الصغيرة ، كلها التي لم تُبدِ لها اهتمام! تتوزع في مناطق المنزل .. تتوالد و تتكاثر ، تنتظرك على طاولة الطعام. تظن أنها بحاجة لتلتهم شيئاً ، ربما بعضٌ منك .. فتترك لها بعضك و تمضي. وهي كانت في حاجة ماسة للحديث ، فحينَ تذهب لغرفتك لا تجد مساحة لتربيعة على السرير .. تلك التربيعة الخالية من كل ماهو مؤرق ، السرير مزدحم جدا.َ ذاتهم المروجون لمقابض الأبواب يروجون لحلول لما يحدث لك في تلك السويعات التي تعود بها للمنزل ، يروجون لك بسرير واسع ب5 فوائد للنوم على الأرض .. لطرق الهرب الكثيرة .. يعلمونك كل شيء. فتصبح مثالاً لتجربة ناجحة للعميل .. و بمرتبة شرف

أتَتِ الجائحة ، ارتفعت أعراض انسحاب المخدر و انخفضت سيولة تلك الشركات
مقابض الأبواب أصبحت تُباع في السوقِ السوداء ، ارتفعت نوبات الهلع
لم نخطط لذلك

 أُغلقتِ أبواب الخارج "الحرية المجوفة"، وفُتحت أبواب الداخل "التحرر".

كل الذي حدث أن أتت مساحة لتربيعة على السرير ، بعد غداءٍ جيِّد مع شعورٍ في الثانية عَشر ، و صدمةٍ في العشرين .. 
أصبح كل شيء عُرضة للمساءلة و الشك و الشعور بالغصة والغثيان و الغضب و الألم
أصبحتِ الإعلانات عن موائدِ الطعام أكثر ، و أصحاب التنمية ليس على ألسنتهم غير الشجاعة .. 

قلَّ التعداد السكاني للمدينة التي تحمل الماضي
هُزِمَ شَجَعُ أصحابِ المقابض!

فحين تأتي الأزقة الآن
ستجدُ المقابض على الصحف تحت عنوان
"  مخدِّر جديد تم اكتشافه، مُنِعَ من الاستخدام " 


انتهى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق